"كيف كان سيُحقّق النبي محمد ﷺ السلام في عالمنا اليوم؟"
العالم اليوم غارق في النزاعات والظلم والفساد الأخلاقي أكثر من أي وقت مضى. الحروب، والتهجير، والتمييز، وسحق الكرامة الإنسانية صارت مشاهد يومية. فلو كان رسول الله ﷺ بيننا اليوم، كيف كان سيحوّل هذا العالم إلى دار للعدل والسلام؟
. كان سيعيد للإنسان كرامته
النبي ﷺ كان ينظر إلى كل إنسان كأمانة من الله، لا يميّز بين الناس حسب عِرقهم أو مالهم، بل حسب قلوبهم وتقواهم. قال:
"الناس عيال الله، فأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله"
وبرحمته، كانت ستُضمّد جراح المظلومين المنسيّين في هذا العالم.
. كان سيربط السلام بالعدالة
السلام عند النبي ﷺ ليس مجرد وقف للحروب، بل إقامة للعدل. وقد أسس "وثيقة المدينة" لتنظيم العيش المشترك بين مختلف الطوائف. لا سلام حقيقي في ظل الظلم، وهذا ما كان سيعلنه بوضوح.
. كان سيفتح القلوب لا البلدان
النبي ﷺ لم يفتح القلوب بالسيف، بل بالتواضع، والرحمة، والخلق الكريم. قال:
"ليس منا من بات شبعان وجاره جائع"
وبهذا المبدأ، كان سيهدم أنظمة الجشع الاقتصادي ويوقظ ضمير العالم.
. كان سيُهذّب الفتن الرقمية بالأخلاق
في عصر المعلومات والانفجار الرقمي، الناس يغرقون في البيانات ويعطشون إلى الحكمة. ووسائل التواصل مليئة بالفتن والكراهية. النبي ﷺ قال:
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
وكان سيطهّر الألسنة والشاشات من كل أذى.
. كان سيوحّد البشرية عبر التوحيد
في خطبة الوداع، أعلن النبي ﷺ:
"لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى"
فكان سيقضي على العصبية، والطائفية، ويفتح للناس باب الوحدة تحت لواء التوحيد.
الكلمة الأخيرة
لو كان النبي ﷺ بيننا اليوم، لبدأ الإصلاح من القلوب. ولسعى إلى إحياء الرحمة قبل إقامة النظام. فهو من أوقف الظالم، ورفع المظلوم، وأرسى السلام الحقيقي.
وأفضل وفاء له هو أن نعيش بأخلاقه. فالدواء الأزلي لكل عصر لا يزال هو:
"وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين"
(سورة الأنبياء: 107)
YORUMLAR